جامعه آم القرى

جامعة أم القرى، تحتل مكة المكرمة، بمكانتها الدينية وأهميتها التاريخية والحضارية، موقع الصدارة بين دول العالم الإسلامي.[1][2][3] فإليها تهوي أفئدة الناس لأداء فريضة الحج، والعمرة وزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وفيها المشاعر المقدسة وبها قبلة المسلمين -بيت الله الحرام بمكة المكرمة- حيث يتجه إليها ملايين المسلمين في صلاتهم كل يوم. وفي العصر الحديث أصبحت المملكة الدولة الإسلامية النموذج، التي أخذت بمستجدات الحضارة الحديثة، مع المحافظة على أصالتها وخصوصياتها، وتميز سياستها الداخلية والخارجية المبنية على دستور الشرع القويم. وتتمتع المملكة اليوم بفضل سياستها الحكيمة بمركز ثقل عالمي، ذي نفوذ وتأثير في مجريات السياسة والاقتصاد الدوليين.

 

وحققت خطط التنمية الخمسية؛ التي أخذت بها البلاد منذ ثلاثين عاما مضت، طفرة من النهوض وتعجيل حركة النمو قل أن تتاح لكثير من البلدان. وقد اتجهت فيها أيدي البناء والتطوير -في سياسة متوازنة- إلى بناء المرافق والتجهيزات الأساسية، جنبًا إلى جنب مع بناء الرجال وإعداد الأجيال. فلقد كان من أول اهتمامات الدولة —بعد ضم الحجاز سنة 1344 هـ/1925 م، العناية بحركة الفكر والتربية والتعليم، ورعاية طلاب العلم، وأمر في هذا العام نفسه بإنشاء أول مديرية عامة للمعارف، تولت افتتاح المدارس في مناطق المملكة، وتجهيزها، ومدها بالمدرسين من داخل البلاد وخارجها، ومن أول المعاهد التي يعود إليه فضل تأسيسها المعهد العلمي بمكة المكرمة عام 1345 هـ/1926 م ومدرسة تحضير البعثات بمكة سنة 1355 هـ/ 1936 م، ودار التوحيد بالطائف سنة 1368 هـ، ونشر المعاهد العلمية في المدن الكبرى في البلاد، وإقامة مدارس التعليم في مختلف المناطق. وفي عام 1369 هـ أمر الملك عبد العزيز بتأسيس كلية الشريعة في مكة لتصبح أولى المؤسسات التعليمية الجامعية قيامًا في البلاد. وهي نواة هذه الجامعة، جامعة أم القرى، والكلية الأم فيها. وتظل جامعة أم القرى، رغم حداثة قيامها في هيأتها وترسيمها الحالي، من أكثر الجامعات تميزًا بحكم موقعها، وعراقتها، وتسجيلها لعدد من الأوليات والزيادات. فقد برزت جامعة أم القرى، كمؤسسة أكاديمية ذات سمعة علمية عالية فيما يتعلق بعلوم الشريعة والتربية والدراسات الإسلامية، علاوة على التخصصات العلمية والتطبيقية الحديثة. وقد مرت جامعة أم القرى منذ إنشاء أولى كلياتها بثلاث مراحل تاريخية: